كثير من الناس تتولد مشاكلهم من عدم وجود مشاكل لديهم، فيتحولون هم إلى مشكلة. وأشد من ذلك أنهم يعتقدون بأن الفشل مشكلتهم..والحال أن المشكلة قد تكون ضرورة لتجنب الفشل.
يقول أحد حكماء الهند لتلميذه: "إننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكن نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا".
ذكر غاندي في كتابه "تجاربي مع الحقيقة" بأنه في تلك الليلة الرهيبة التي قذف به من القطار بسبب وجوده في الدرجة الأولى مع البيض، هنا عرف معنى الاضطهاد والعنصرية وآلمت في نفسه كثيراً، مما جعلته يحاربها.
يقول "جون جوتمان" أستاذ الطب النفسي في جامعة واشنطن الذي درس أكثر من 2000 حالة من الأزواج في معمل الزوجية: "إن التعبير عن الغضب وعدم الارتياح رغم ما فيه من مرارة إلا أنه يجعل الحياة الزوجية أكثر قوة على المدى الطويل، ويعد أفضل بكثير من قمع الرغبة في الشكوى، وهو تصرف يأتي بنتائج عكسية. ويؤيد هذه النتائج بحث آخر أجراه البروفيسور "هوارد ماركمان" خبير علم النفس ومدير مركز الدراسات الزوجية والأسرية في جامعة دينفر، ويضيف ماركمان إلى ذلك قوله :"ليس المهم هو درجة اختلاف أو اتفاق الزوجين ولكن الأكثر أهمية هو أسلوب التعامل مع الخلافات التي تظهر من وقت إلى آخر والاقتراب منها بطريقة ايجابية حتى تؤتي ثمارها".
ويرى البروفيسور ماركمان أنه في أي زيجة تغلب عليها الخلافات أو مظاهر التوتر يجب أن تكون هناك تصرفات ايجابية ولحظات من الود تبدد الآثار السلبية لهذه الانفجارات الطارئة أو المستمرة، ويشير إلى أن كل خلاف أو توتر كبير يجب تبديده ومحو آثاره بنحو 20 عملاً يغلب عليها الود والحنان، ولماذا لا نحاول أن نكون دافئين وعطوفين طوال الوقت؟
الإجابة ببساطة تقول إن ذلك لو حدث بشكل مصطنع فإنه سيجعل الحياة الزوجية تغرق في دوامة من الملل والروتين، كما أن عدم السعي للحوار وحل المشكلات المعلقة سوف يؤدي إلى تآكل الحب بشكل تدريجي، وتظهر الأبحاث الجديدة أن البوح بالشكوى يمكن أن يحمي حياتنا الزوجية ويعمق العلاقات بين الأزواج والزوجات، وهو بحق اختبار للحب ومدى تمسك الزوجين ببعضهما البعض وحرصهما على حياتهما الزوجية".
لا تخافوا من المشكلات، بل خافوا من التهرب منها.. أظن أن هذا هو الفشل الذي نخافه.. أليس كذلك؟.
[center]